صدى سوريا : يعتقد فرويد أن قصص الخفاء والرعب تحرر العقل المكبوت وتريح المرء منه ويقول أرسطو : " إن الشعور بالرعب والخوف يطهر النفس ويجعل القلب خاليا ً ".
من منا لا يخاف من الأماكن المتوحشة ، الأصوات الغريبة الفجائية ، الأبنية القديمة المهجورة ، الظلام ، الطرق المسدودة ، الوحوش المفزعة .... وغيرها الكثير .
لماذا يولع كثير من الناس بقصص الرعب أو مشاهدة الأفلام المرعبة التي تملؤهم فزعا و تجعل الشعر في جلدهم يكاد يقف .
ترجع البدايات الأولى لقصص الرعب الى رواية قصر اوترانتو التي كتبها ( هوراس والبول 1764 ) وهي رواية تحوي الكثير من الجرائم والجنون ، وفي عام 1897 كتب براك ستوكر كتابا ً أسماه دراكولا غدا أكثر القصص رعبا ً وانتشارا ً وذيوعا ً حتى الآن وفيه ابتدع ما شاء له من الخيال من صفات لمصاصي الدماء وماتزال حتى الآن تضع القارئ في جو رهيب من الخوف الشديد ، وهي تحكي قصة عن الكونت دراكولا الذي كان قائد جيوش حارب الأتراك بوحشية وعنف وانتصر عليهم وبعد موته تحول الى مصاص دماء يختفي في النهار في نعش ويقوم في الليل يبحث عن ضحاياه ليمتص دمائهم وكلما مص دماء ضحية ماتت وأصبحت مثله ، وهو ذو قوة هائلة وقدرة على التحول الى ذئب أو خفاش أو ما شاء من الحيوانات ومن صفاته أن خياله لا ينعكس على المرآة ورغم كل قوته فإن أشعة الشمس تقتله أو أن تغرس وتدا ً خشبيا ً في صدره . ولقد غدت قصة دراكولا المثل الكلاسيكي الأعلى لأفلام الرعب وأنتجت عنها عشرات وربما مئات الأفلام .
أما الكاتبة ماري شيللي كتبت عام 1816 رواية فرانكشتاين وهي في التاسعة عشر من العمر وهي قصة مثيرة فلسفية ذكية تدور حول تطرف العالم وانتقام الطبيعة ، وتحكي عن طبيب استطاع أن يعيد تشكيل إنسان مسخ من قطع بشرية مختلفة وإذ بهذا الانسان المسخ يغدو وحشا ً يخرب ويدمر بقوة غير عاقلة حتى يشمل آذاه صانعه وذلك في أجواء من الرعب الشديد .
هذا ليس كل شي ولكن تعددت الكتابات وتعددت الأفلام وتنوعت وربما يكون الولع بمثل هذه القصص هو محاولة الهروب من الواقع والوعي الى الخيال وكأن المرء يأخذ إجازة من التعقل الى عالم بعيد حافل بالخيال ، فمهما شعرنا بالرعب فإن ذلك يبقى بعيدا ً عنا والرعب الحقيقي موجود في العالم الحقيقي الذي نعيشه أما ذلك الوهم فهو سراب ينجلي بانجلائه .